يا صديقي، تخيل معايا إنك قاعد في غرفتك، الفنجان اللي جنبك ولسه بخاره طالع، والموسيقى اللي بتحبها شغالة خفيف من وراك. مش محتاج تلبس وتواجه زحمة المواصلات ولا تروح لمكتب في مكان بعيد. ده مش حلم، ده واقع ملايين من الشباب الناجحين اللي اكتشفوا إن الموهبة عندهم ممكن تبقى هي مصدر رزقهم الأساسي من غير ما يطلعوا برا البيت. الكورة اتدحرجت على الإنترنت، والفرص بقيت موجودة قدام أي حد عنده مهارة حقيقية وعارف يقدمها للعالم. الموضوع ملوش علاقة بالشهادات أو الواسطات؛ العلاقة كلها بتكون بالجودة والإتقان. إزاي مهارتك في (البرمجة/التصميم/الكتابة) تقعدك في بيتك وتجيب دخل ثابت؟ الإجابة أبسط مما تتخيل، وهي كلها عن فهم اللعبة الجديدة. المشكلة الأكبر بتكون في العقلية أولاً، فكرة إن الدخل الثابت لازم يكون مرتبط بروتين مكتبي من التاسعة للتانية ظهراً دي فكرة انتهى زمانها من سنين طويلة. كمان فيه تحدي كبير وهو ازاي تلاقي العملاء المناسبين اللي بيقدروا قيمة شغلك ويدفعوا مقابلها بشكل عادل، مش اللي بيعاملوك كانك ماكنة ومحتاج تدور على الشغلانة دي لحد ما توصل لمرحلة الإرهاق. لكن الحل موجود وبقوة، وكل التحديات دي اتذللت عن طريق منصات العمل الحر اللي حولت العالم كله لسوق واحد صغير. هنا بقى دور منصة حرفة للمستقلين اليمنيين تحديداً، لأنها بتكون فاهمة التحديات والظروف المحلية وبتوفر بيئة آمنة للتعامل بين المستقل والعملاء. المفتاح هو إنك تبدأ تبني وجودك الرقمي وتعرض مهارتك بشكل احترافي، سواء كان بورتفوليو لشغلك السابق أو أمثلة عملية تخلي العميل يتخيل النتيجة النهائية وهو لسه ماشتركش معاك. أهم نصيحة نقدمهالك دلوقتي: متستناش الفرصة تجيلك، ابدأ ابحث عنها بنفسك وقدم على مشاريع تناسب مستواك في البداية عشان تبني سمعة ومراجعات حقيقية. كمان متتهاونش في موضوع التسعير؛ اعرف قيمة وقتك ومجهودك وعلم الناس ازاي يقّموا شغلك كمان. افتكر دايماً إن كل عميل راضي ممكن يكون هو بوابتك لعملاء أكتر بكتير عن طريق التوصيات， والشبكة العلاقات دي هي اللي هتبني لك مستقبل مالي مستقر وأنت قاعد في مكانك. القصة كلها بتكون بالإيمان بالمهارة اللي عندك والاستمرارية， مشروع بعد مشروع， خطوة خطوة， لحد ما تلاقي نفسك عامل قاعدة عملاء وأرباح بتزيد بشكل منتظم ومستقر.
